Home » » حماده عوضين يكتب : مصير رئيس مصر القادم فى صالون الحلاق

حماده عوضين يكتب : مصير رئيس مصر القادم فى صالون الحلاق

رئيس التحرير : Unknown on السبت، 10 مارس 2012 | 7:37 ص




بقلم – حماده عوضين:

جلست غير منصتا لكلام عم "شعبان" البقال فى صالون الحلاقة منتظرا دورى تحدث عم "شعبان" دون أن أسمعه من ضجيجُ الشارع بالخارج والذى يشبهُ الاجتياح .. ضجيج متكرر ومنفر..ضجيج تراه فى السوق ووسائل المواصلات وفى كل ركن داخل مصر..ضجيج لكن بدونِ داعى .. لكنه برائحةِ المتسولين الذينَ يقتاتونَ من صمودهم فرحاً ليتابعوا المسير .. و يبقى الضجيج أصواتٍ عشوائية تختلطُ بسمعنا كأنها تقول هناكَ من يعيشون .. ضجيج يقول: لا يكونُ صوتكَ صادقاً إلا إذا كانَ صراخاً منطلقاً من قلبكَ في عشوائيةِ الفوضى التي لا يبالي لها الكثيرين .. باحثا عن أشياءٌ لكنها أشياءٌ قديمة نحاولُ استعادتها بينَ هذا الكمِ الهائلِ من الضجيج 
توقف عم "شعبان" عن الحديث فى الوقت الذى مارس "جابر سرور" الحلاق هوايته بالفتوى فى كافة المجالات السياسة والدين والزواج والطلاق وقضية "الفلول" وظل يعظنا حتى سأل أحدهم عن الانتخابات بعد أن تم فتح باب الترشح لأول انتخابات رئاسية تعددية في مصر وفي آخر حلقة لإنهاء حكم الجيش وتسليم السلطة للهيئات المنتخبة وذلك بعد مسلسل بدء بالاستفتاء على الدستور وانتخاب مجلسي الشعب والشورى والشروع في انتخاب هيئة تأسيسية لوضع وصياغة دستور جديد.
  فقال الأستاذ  "كامل سمبو" المحامى وهو أبن المنطقة التى اسكن فيها أعلنت حتى الآن أزيد من 20 من الشخصيات السياسية نيتها الترشح لهذا الاستحقاق وقال:
لم يقتصر الاعلان علي الشخصيات العامة والنخبة فقط بل دخل إليه أفراد ومهنيون ليس لهم علاقة من قبل بالعمل السياسي
وعندما طلب رأى قلت: إن ظاهرة كثرة عدد مرشحي الرئاسة تبدو طبيعية لأنها تأتي بعد نصف قرن شهدت خلالها حياتنا السياسية موتا كاملا وجاءت بعد ثورة شعب بأكمله حمل الرغبة بأن يكون الانتخاب هو طريق الوصول الي المناصب الرئيسية في البلاد فهناك حالة حقيقية للترشيح علي الرئاسة
وأكملت:أن ظاهرة كثرة المرشحين تحمل من الايجابيات أكثر من السلبيات منها تعدد البدائل "الختيارات" أمام الناخبين وعدم قصرها علي وجوه معينة أدمنت الترشح باستمرار حتي بات الانتخاب قرينا للتعيين كما أنها تنهي للأبد سياسة حظر أو إقصاء مرشح بعينه ومنعه من الترشح بحجج واهية تعيقة من الوصول للناخب
وقلت:بالرغم من كثرة عدد مرشحي الرئاسة وتعدد اتجاهتهم الا اننا مازلنا نتأمل الوجوه المرشحة بحثا عن الرئيس الذي نريده والذي يكون محلا للتوافق العام وأن رئيس مصر القادم يجب أن يحمل عددا من الصفات والسمات يجب أن يضعها كل مصرى نصب عينه في اختياره لمرشح الرئاسة القادم
وهنا تدخل "سمبو" المحامى قائلا:إن مصر بها الكثير من الكفاءات السياسية القادرة علي قيادت البلاد وتعدد المرشحين علي منصب رئيس الجمهورية ظاهرة صحية في ظل حالة الحرية التي يعيشها الشعب المصري بعد ثورة 25 يناير ويجب أن يتولي مصر رئيس ديمقراطي ينفصل عن انتماءاته الحزبية عند توليه المنصب وان يكون لديه رؤية مستقبلية لنهضة مصر من خلال مشروع قومي يلتف حوله الشعب كله
أن مواصفات الرئيس القادم لابد وأن تكون وفقا لما تحتاجه البلاد والشعب في تلك المرحلة المقبلة ومن ينفذ برنامج الشعب ويضمن دستورا برلمانيا جديدا وأن يكون الرئيس من الشعب ومعبرا عنه علاوة علي ضرورة وجود دستور يضمن محاسبته ولديه برنامج واضح لإعادة بناء البلاد وأن يتحمل تنفيذ بنوده من ديمقراطية ومطالب اجتماعية وإنتاجية
وقال"سمبو":إن ثورة 25 يناير كسرت فكرة الحاكم المستبد لذا يجب أن يكون البرنامج الانتخابي للمرشح للرئاسة هو الفيصل والحاسم في الاختيار الواقعي لأن طرح أسماء المرشحين للرئاسة بتاريخهم السياسي المعروف لا يمنع من امكانية عدم صلاحيتهم لكرسي الرئاسة
وأن اختيار المصريين لمنصب الرئيس لن يتدخل فيه أحد بعد الآن ومنهجية التقييم والاختيار بين اكثر من مرشح سيحددها المواطن البسيط وقدرته علي تحقيق مضمون العدالة والاجتماعية والمساواة التي تصدرت لافتات الثوار

إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق