Home » » د. اسماعيل حامد يكتب: الزهور المفقودة

د. اسماعيل حامد يكتب: الزهور المفقودة

رئيس التحرير : Unknown on الاثنين، 24 ديسمبر 2012 | 7:25 ص


د. اسماعيل حامد يكتب:
الزهور المفقودة

لم أجد عنوانا ليكون تعليقا على المقال الذى كتبه الاستاذ أحمد حمروش رئيس تحرير مجلة (كتب للجميع) العدد 154 لسنة 1960 الا هذا العنوان المحبط بكل المقاييس, فما أقسى أن تفقد الزهور خاصة ان كانت زهور الفكر .. والعمل.

كتب الاستاذ حمروش

"" الذى يطالع الجرائد والمجلات بعد شهر واحد من قانون تنظيم الصحافة, يلحظ أن أخبار الجنس والجريمة الغامضة قد اختفت .. والصورة العارية المثيرة لم يعد لها مكان.. وان الصحافة لم تعد تجرى وراء الاثارة واللعب بعواطف الجماهير.

لون من الوان الهدوء, بدا يسود, كل كاتب يحاسب نفسه قبل أن يرفع قلمه.. الجميع يحترمون الكلمة التى يكتبونها, ويحترمون القارئ ايضا.

هذا الاتجاه الجديد سوف ينمو عندما يصبح منهجا عاما للصحافة, تعتاد عليه الجماهير.

والقارئ دائما يعتاد الاسلوب الذى يقدم له, ويتأثر بالاراء والافكار التى يطالعها كل صباح.

والكاتب ايضا يدخل مرحلة تحول جديدة.. انظاره اليوم تتجه الى الحقل والمصنع , والى الذين يعيشون حياتهم فى جد وعمل بعيدا عن اللهو والانحلال والعبث.

وتباشير هذا التحول بدأت فى الظهور.. بدأنا نطالع كلمات جادة لكتاب كانوا يتركون القلم يتحرك فى سهولة بحسب ما توجهه الظروف.. ربما وجدوا فى بادئ الأمر صعوبة .. وربما أخذ العجب القارئ الذى اعتاد أن يقرأ لهم.

ولكن لا بد أنه سيحدث لقاء بين الكاتب والقارئ.. الكاتب لن ينشر الا ما يفيد.. والقارئ سوف يحترم هذا الاسلوب الجديد.

وهكذا سوف تزدهر فى حياتنا زهور جديدة .. هى زهور الفكر والعمل .. وهما أثمن ما فى الحياة.

واعظم ثمار الفكر والعمل أن يشعر الانسان بمعنى حياته, وأن يحترم كيانه وارادته .. أن يرى الجانب المضئ, ويؤمن بالقيم الفاضلة .. أن يبنى الغد بعقله وساعده .. أن يصبح انسانا بكل ما فى الانسانية من معان شاملة ""

كان هذا هو نص مقال الاستاذ حمروش, وكان هذا ايضا تعليقى:

" عفوا استاذ حمروش.. ربما سادت الحركة الادبية والثقافية مبادئ وقيما فى الستينيات, ولكناه انعدمت الان , فزهور الفكر والعمل التى تتحدث عنها مفقودة ربما كانت موجودة ولكنها مختبئة وتستوجب البحث وربما سقطت فى موجة الانفتاح الذى ينقصه الالتزام بالمبادئ والاساسيات , تكلمت فى مقالك ان اخبار الجنس والجريمة والاثارة واللعب بعواطف الجماهير وبعقلياتهم قد اختفت فقط لأنه هناك قانون, ونحن الان أبعد بكثير جدا عن هذه الاقوال, فما عدنا نتنفس غير اثارة وفتنة وتصنيف وتقويل, ترى هل العيب فى الكاتب أم القارئ أو كلاهما تقع عليه المسئولية؟!! "

أين أنت يازهور الفكر والعمل!!
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق