الذى ينظر فى السير الذاتية التى كتبها الكتاب عن أنفسهم أو كتبها عنهم غيرهم يجد أنها ربما تقلل من رصيد الكاتب ومكانته لدى جمهوره فاما أن تكون ظالمة له ولمشواره الأدبى فيصاب الجمهور بالاحباط واما أن يقوم الكاتب فيها بتعظيم نفسه فيتسرب الكره الى جمهوره.
والناظر أيضا الى سيرة نجيب محفوظ وعبدالرحمن بدوى يجد أنها أقل أهمية بكثير من أعمالهم الروائية فليس بالضرورة أن تكون السيره الذاتية هى المفتاح الحقيقى لشخصية الكاتب وتأثره الفكرى والثقافى.
لقد نبذ الجميع السيرة الذاتية لجان جاك روسو لأن فيها تعاليا ذاتيا واضحا, ربما قلل من شعبية روسو مفكر الثورة الفرنسية وموقدها.
ان أدب الاعتراف اشتهر فى الكنيسة فى القرن الثامن عشر, حيث أصبح رمزا للتعبير عن الذات وخطاياها والامها وتطلعاتها واحلامها, وقد اشتهر هذا النوع الادبى فى الساحة والفكر الثقافى بصفة عامة حتى أصبح له كتاب معينين قد استهواهم واستهوت اقلامهم كتاباته.
والسؤال هنا لماذا لا يجرأ بعض الكتاب على كتابة مثل هذا النوع من الأدب أو كتابة سيرهم الذاتية بأنفسهم؟؟
والأجابة واضحة, لأن الخوف من تقييم الجمهور وانتقادهم للسيرة الذاتية للكاتب أو حياته الشخصية قد يدفعه الى البعد عن هذه النوعية من الاعمال التى تجلب له المشاكل التى ربما تقوده الى محاكمات!!
د. اسماعيل حامد يكتب:
السيرة الذاتية.. وأدب الاعتراف
إرسال تعليق