كلمة تحذير نطلقها جميعا عند الشعور بالخطر ، جميعنا نقولها لكن هناك البعض من يعمل بها أما الآخرين لا يبالون بها ، وهناك من لا يدرك معنى هذه الكلمة لأن لها معانى مختلفة من وجهة نظر قاصدها.
وقد ترى فى بعض المواضع الخاصة بالتحذير من الوقوع فى الخطر تلفت الإنتباه إلى أهمية حساب الخطورة التى تنتج عن المخاطرة بأى فعل غير محسوب ، على الفرد والمجتمع ، أحيانا كثيرة التهور يعكس ضيق الأفق وعدم الوعى ، فأنت حر فيما لا تضر وحريتك تنتهى عند حرية الأخرين ، وفى السابق قالوا الحذر واجب ، لكن سمة الوقت الحالى الإندفاع ولا يهم النتائج ، الكلمة لا يوجد عليها ضوابط ولا تحكمها معايير لأن قائلها غير مسؤول عنها هو يطلقها ولا يوجد من يحاسبه عليها :
" من آمن العقوبة أساء الأدب "
نعم الحساب هنا يختلف عن الحذر فالحساب يتعلق بالمحاسبة والثواب والعقاب ، فطالما لا يوجد من يحاسب إبتداء من الضمير وإنتهاء بالأفراد والجماعات فكل فعل يعتبر عادى ولا يهم مردوده على المجتمع والفرد والثمن هنا غالى لايقدر ولا تعرف قيمته إلا بعد الحسرة والمرار على ما تؤول إليه الأمور .
والعاقل يفهم ما أبغيه من حديثى ، إننا نمر بمراحل صعبة كثرت فيها الفتن والكوارث نتيجة عدم الحذر وعدم التفكير فى ما نفعله ، وتتزايد مع الوقت ومع غياب الحكمة ، الحكماء فى أجازة ، والعقل فى الثلاجة إلى أن تحدث معجزة ليفيق الكل من غفلته ، والحب ضائع على طريق من الصخر تجمد كثلج الشتاء فى أقصى الشمال ، تتعاظم برودته مع خيبة الأمل فى عودة الروح إلى الجسد ، الحياة فى الصخر أسهل من حياة الموتى على أرض ليس فيها حب .
إن لوعتى على وطن لم يأخذ أحد فى إعتباره معنى كلمة حاسب ،ولم يحاسب من أخطأ وتهاون فى حقه ، وتصبح الدماء على جنبات طرقاته كنقوش الحناء على أيدى الصبايا ، والكرامة فيه لمن بيده أما خالى اليدين فمنى سلاما عليه.
نادية النادى
إرسال تعليق