يمكن القول إن معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، والذي تتواصل دورته الرابعة والعشرون في مركز أبو ظبي الدولي للمعارض حتى 5 مايو الجاري، بأنه مجموعة من العوالم تحت سقف واحد، فكل ركن تتواصل فيه الفعاليات، يحكي قصصاً تختلف بمضمونها عن الأخرى.
بينما تستمر حركة الجمهور بين أروقة المعرض لشراء الكتب على اختلاف عناوينها، ولهذا يحرص المعرض الذي تنظمه هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في كل عام على إتاحة فرصة أكبر لمشاركة المزيد من دور النشر، بحيث شهد هذا العام نمواً وصل إلى زيادة تصل إلى 15 % عن الدورة السابقة، إنه احتفال سنوي يكرس للثقافة والمعرفة، ويحتفي برواد الإبداع من العالم العربي والغربي.
ولهذا تختلف الفعاليات في اليوم الثاني للمعرض، ولكن يبقى المضمون واحداً، يكرس لكل ما هو متنوع فكراً ومضموناً، يجعل من أبو ظبي تعيش عرساً ثقافياً بامتياز.
جوائز أدبية
من ضمن فعاليات المعرض حوار حول «الجوائز الأدبية في دول مجلس التعاون الخليجي»، والذي أقيم مساء أول من أمس، بمشاركة كل من سعيد طبلة، وعلي عبد الله خليفة.
والدكتور سعد البازغي، وسعيد حمدان مدير عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، الذي بدأ مداخلته حول ما أضافته الجوائز الأدبية للمشهد الثقافي، مؤكداً في مستهل حديثه على أن الجوائز تختلف حجماً وتأثيراً، فهناك جوائز كبيرة ومتخصصة، ومن الصعب الحديث عنها بالتساوي. وقال، «الجوائز بشكل عام تهدف لتشجيع المزيد من الإنتاج، ودعم الثقافة».
إضافة للجوائز
د. سعد البازغي قال «هناك العديد من الجوائز في دول الخليج، حتى إنها لا تعرف جميعها، وأعتقد أن العبء يقع على وسائل الإعلام».
وتحدث البازغي عن النواحي الحيادية في الجائزة، وقال، «إن الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» وعلى الرغم مما يثار حولها، إلا أنها استطاعت تحقيق إضافة للجوائز العربية. كما أشار إلى أن هذه الجائزة المتفرعة عن جائزة البوكر الأجنبية ليست بمحمية سياسياً، وهناك من حصل عليها في عام 1972، ومع ذلك هاجمها».
أهداف واضحة
أما الدكتور سعيد طبلة، فقال «عندما تتوفر أهداف واضحة للجائزة، فسوف تسير بشكل صحيح، وهناك جوائز لها أكثر من 30 سنة، ومع ذلك، فهي غير واضحة الأهداف.
ومن هذا المنطلق، أشاد طبلة بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وقال رغم عمرها القصير، إلا أنها استطاعت أن تحقق سمعة عالمية، إلى جانب بعدها الإقليمي والعالمي. ورأى طلبة أنه في الخليج توجد طفرة في الجوائز، وتدارك الكثير منها السلبيات السابقةب.
ظاهرة حضارية
قال علي عبد الله خليفة ان «هناك 500 جائزة علمية مرموقة على مستوى العالم، أما الجوائز العربية فهي متركزة في مناطق محدودة، بما فيها الجوائز الصغيرة.
مع الأخذ بعين الاعتبار بوجود جوائز علمية، مثل جائزة الخدمة الإنسانية، وقيمتها مليون دولار، والتي منحتها البحرين لدكتورة تعمل بالإغاثة في ماليزيا». وأوضح: «نرى أن معظم الجوائز تركز على الأدب، دون تقديم جوائز خاصة بالمسرح والفن التشكيلي. وأضاف من هذه الجوائز ما يبقى محلياً. ك
ما أكد على أن الجوائز ظاهرة حضارية، ودليل لفعالية المجتمع والجهاز الرسمي، وقد يواجهها تحديات كالإشهار، وتثبيت المعيار، وبتصوري، يجب أن تخرج من نطاقها الأدبي إلى فروع أخرى، على أن يكون بعضها لخدمة الإنسانية».
عبير نعمة: المتنبي مغامرة تحد وأنا أحب المغامرات
المتنبي مغامرة تحد، وأنا أحب المغامرات الموسيقية. هذا ما أشارت إليه الفنانة اللبنانية عبير نعمة التي أحيت حفلا غنت فيه قصائد للشاعر أبوالطيب المتنبي، بعنوان «المتنبي مسافر أبدا» باعتباره الشخصية التي يحتفل بها معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
وأوضحت، «المتنبي حلم لكل فنان، وليس هناك من لا يتمنى أن يغني للمتنبي، وأقدم شكري الكبير لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة التي اختارتني لأقدم العمل. وأضافت تم إنجاز العمل بفترة وجيزة، وعملت خلالها على تلحين أغنيتين من ثلاث أغان بمشاركة أخي جورج نعمة، ووسام كريز، كما شاركنا في العمل أوركسترا هارمونيك البلغارية، المؤلفة من عشرين شخصاً».
قصائد موسيقية
وحول طبيعة القصائد قالت نعمة، «الأولى بعنوان في سفري وترحالي، أما الثانية فهي أغنية على قدر أهل العزم تأتي العزائم، والثالة عبارة عن مختارات من أبيات المتنبي وغنيتها بالعربية والانجليزية والألمانية والفرنسية كي نثبت للعالم أن المتنبي شاعر الأمم.
وأوضحت رصدنا عبر هذه الأغنيات قصائد رحلات المتنبي في العراق وإلى مصر وحلب. وفسرت كنا في حالة من التأهب رغم ضيق الوقت كي يتناسب هذا العمل مع عرف هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة المتطلبة ثقافيا وفنيا».
تراث عربي
وأضافت نعمة، «قرأت الديوان قراءة معمقة، وركزنا على جمل من قصائده التي يوجد فيها نوع من الموسيقى، وأكدت على أن الاختيار لم يكن سهلا، فقصائد المتنبي يقل فيها الغزل. وهناك قصائد من الصعب أن تغنى».
وعن المشاعر التي تقمصتها من روائع المتنبي قالت نعمة، «المتنبي حالم ومسافر، ويبحث في حلمه عن العدل، ولهذا فهو يتحدث بحالنا. وأضافت، «لهذا أنا مثله في مناطق كثيرة. وأشارت إلى أنه شخص لديه غرور جميل يستحقه، وجميل أن نتعرف على هذا الغرور مع المتنبي وشعره عندما يغنى.
وأشارت إلى وجود شعراء لا نعرف بهم ومبدعين كذلك وهناك افتقار إلى الموسيقى الجادة والكلمة، ولهذا نعيش بخريف عربي، ولهذا فإن هناك أملا بالجيل الجديد الذي قد يعرف أشعارا للمتنبي لكن لا يعرف من قالها.
ومن هنا أثمن دور الهيئة في ما تقوم به وللثقة التي أولتني إياها كي أغني في يوم افتتاح المعرض، لقد عملت ضمن فريق بطريقة حميمة، وشكلنا صداقات لا يمكن لها أن تموت».
إضاءة
عبير نعمة، من مواليد العام 1980، وهي فنانة لبنانية قدمت مجموعة حلقات في برنامج موسيقى الشعوب، على قناة «الميادين» الفضائية، ألقت خلالها الضوء على العديد من أنماط الموروث الفني الأصلي لدى الشعوب في مختلف بقاع العالم، كما شاركت في العام 2004 في برنامج «سوبر ستار».
وحول ما إن كانت تقرأ للمتنبي أوضحت، «مثلي مثل أي شخص على قدر معين من الثقافة والإلمام، ولدي قناعة كبيرة بهذا التراث العربي العالمي، الذي يحفل بوجود شعراء وأدباء أغدقوا بأنفسهم وشعرهم. وكشفت بأن المتنبي أصبح أكثر قربا إليها كونه اختلط لديها بالموسيقى، وقالت بدأت أحكي عنه بلسانه وهو ما يعني بالنسبة لي الكثير».
خريطة ديوان المتنبي على «غوغل» خلال أسابيع
خلال أسابيع سيمكن الإطلاع على واحة المتنبي بواسطة غوغل، هذا ما أشار إليه الشاعر علي كنعان. وقال سيكون هذا بعد تواصل بين صاحب الفكرة ومؤسسها الشاعر محمد أحمد السويدي و«غوغل».
جاء هذا خلال لقاء أقيم في مجلس المتنبي للتعريف بـ«خريطة ديوان المتنبي»، بمشاركة الفنان صلاح الحيثاني والمهندس أحمد ريان مدير التسويق في دارة السويدي. وقال كنعان يعتبر مشروع «واحة المتنبي» موقعا متخصصاً، يضم كل ما له صلة بأبي الطيب المتنبي، من شعر ومعلومات مدعمة بعشرات الشروح القديمة والحديثة.
مغامر لغوي
وأضاف علي كنعان، «يعرف الموقع الذي أشرف عليه محمد السويدي بحياة المتنبي وعظمته، فهو يشكل للعرب مثل طاغور بالنسبة للهنود، ومثل دانتي بالنسبة للإيطاليين. وأضاف للأسف لم يبذل الاهتمام الكافي به.
وأشار إلى إمكانية كتابة مئات الرسائل الجامعية المختلفة فقط عن فكرة الموت عند المتنبي، رغم أنه لم يبدع جديداً عن الموت بل جدد القديم. ووصف كنعان المتنبي بأنه مغامر لغوي، ولهذا أشكك كما يشكك صلاح الحيثاني بمسأله موته، الذي أعتقد أنه جاء لأسباب سياسية وليس بسبب تلك الأبيات التي نسبت إليه على أساس أنه قالها في هجاء ضبة».
أماكن المتنبي
وتحدث المهندس أحمد ريان عن ما تقدمه دارة السويدي من مشاريع منها كما قال، «الوراق الذي قدم منذ العام 1998 1200 كتابا من أمهات الكتب، مصنفة بحسب الموضوعات، والكتاب المسموع، والرواق.
وأضاف إلى جانب هذا قدمنا واحة المتنبي الذي يتجاوز المواقع الأخرى بأمور كثيرة منها توفر 40 شرحا عن البيت الواحد من قصائد المتنبي، وربط الموقع بخرائط غوغل. والبحث عن الجذور في كل كلمة».
خطى الأمكنة
يعرف الموقع بالأماكن الواردة في قصائد المتنبي، وإظهارها من خلال خرائط غوغل، فالموقع غني بالصور الفوتوغرافية والملفات الصوتية والمرئية، وتسلط الضوء على كثير من العناصر الواردة في الأبيات، منها أسماء الأعلام وأسماء القبائل، والمفردات اللغوية، وشجرة الأنساب..ألخ».
تصاميم
أزياء مستوحاة من أشعار المتنبي
تعاونت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مع مصممة الأزياء منى المنصوري لوضع تصميم فستانين للفنانة عبير نعمة، وكذلك الزي الذي سترتديه الإعلامية سهير القيسي خلال تقديمها لحفل توزيع جوائز الشيخ زايد للكتاب.
عن تفاصيل العمل قالت المنصوري: يعتبر وضع زي لفنانة ستغني من وحي أشعار المتنبي بمثابة السهل الممتنع، كون الفستان سيحاكي أشعار المتنبي وعصره، ولهذا السبب اخترت ألوانا ترابية هادئة، للدلالة على روح ذلك العصر. وبخصوص ثوب سهير القيسي فاخترنا له ما يناسب الاحتفال بشكل يجمع بين الثوب العربي والحداثة.
من برنامج اليوم
حوار مع جودت فخر الدين الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع أدب الطفل - 4.45 عصراً - مجلس الحوار
البحر في الذاكرة الإماراتية مع بلال البدور وعبدالعزيز مسلم - 5 عصرا - مجلس المتنبي
حوار مع رامي أبوشهاب الفائز في جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع المؤلف الشاب - 6 مساء - مجلس الحوار
لقاء مع جيروم فيراري - 6 مساء - ركن تواقيع.
توقيع رواية «خلسة في كوبنهاغن» لسامية عيسى - الساعة 5 مساءً - دار الآداب
مواكبة
تطبيق إلكتروني للمعرض
مواكبة لتكنولوجيا المعلومات، أطلق مشروع «كلمة»، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالتعاون مع شركة «إنترفيس» الإماراتية تطبيقاً شاملاً لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب يعمل على الأجهزة اللوحية والأجهزة المحمولة بكل أنواعها.
وتطبيق معرض أبوظبي الدولي للكتاب متوفر الآن على أجهزة الأندرويد وأجهزة الآبل، ويمكن لجميع المهتمين تحميله ببساطة من مواقع تحميل مثل هذه النوعيات من البرامج بسهولة ودون مشكلات تقنية. يحمل البرنامج اسم «ADIBF4102» ويضم قاعدة بيانات كاملة لكل العارضين.
إقبال
صباح الاثنين للنساء والأطفال فقط
قررت إدارة معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الرابعة والعشرين تخصيص الفترة الصباحية من يوم الاثنين المقبل للسيدات والأطفال فقط، نظراً للإقبال الكبير على المعرض.
ولن تسمح إدارة المعرض بدخول الذكور فوق سن الـ15 المعرض خلال الفترة من التاسعة صباحاً حتى الثانية ظهراً، فيما سيسمح لطلبة المدارس الذكور تحت سن الـ15 بدخول المعرض. وشهد أول يومين من المعرض إقبالاً كبيراً من الزوار الذين استفادوا من تواجد أكثر من ألف و125 ناشراً عربياً ودولياً من 57 دولة.
(البيان)
إرسال تعليق