نجحت الثقافة العربية في صنع حضور كبير وفاعل في معرض جنيف الدولي للكتاب والصحافة الذي يعد اضخم تظاهرة ثقافية على مستوى جنيف بل وأوروبا .فالساهرون على "جناح الثقافات العربية" الجديد الذي تم افتتاحه كأول تجربة في هذا المعرض، على غرار "صالون الكتاب الافريقي" نجحوا في هذا التحدي، من خلال تحقيق الجناح العربي لإقبال كبير من قبل المتعطشين وعشاق الثقافة العربية، ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب والصحافة في جنيف. حيث أقيم الجناح على مساحة تفوق 400 متر مربع، شغلت المكتبة حوالي 200 متر مربع منها، بينما تم تخصيص فضاء للندوات والمناقشات الأدبية، وآخر لمطعم عربي ومقهى.إلى جانب الكتب المعروضة، شملت فعاليات الجناح، تنظيم ورشات لتعليم الخط العربي، وندوات نقاش بحضور عيّنة من المفكرين والأدباء العرب من المشرق والمغرب، من بينهم الطاهر بن جلون وجيلبير سنوي وكبير مصطفى عمي وفرج موسى وفوزية أسعد وفاروق مردم باي ومالك شبل وعبد اللطيف اللعابي وعيسى مخلوف وجمال الغيطاني وواسيني الأعرج وأحلام مستغانمي وحنان الشيخ، وعبد الوهاب المؤدب وآخرون.
وهنا يعترف آلان بيطار، مؤسس المكتبة العربية في جنيف أن "حلما قديما بدأ يتحقق"، يتمثل في تنظيم جناح للثقافة أو الثقافات العربية بشكل سنوي في المعرض الدولي للكتاب والصحافة، مشيرا إلى أن هذا النجاح قد تكون تجربة هذا العام حاسمة في تحويل الرواق إلى ركن قار ضمن معرض الكتاب والصحافة على غرار الجناح المخصّص للكتاب الإفريقي. كما يؤكد بيطار الذي يُدير أيضا نادي الثقافات العربية والمتوسطية في جنيف، والمسؤول عن إدارة الجناح الجديد يُشير أيضا إلى أن أهميته تكمُن في أنه "سيسمح بإعطاء نظرة عن غنى وثراء وتنوع الرصيد الثقافي لمختلف مكونات المجتمع العربي".ولم يقتصر هذا النجاح على ذلك فقط، بل أن رواق الثقافة العربية استضاف نخبة من الأدباء والكتاب العرب ناقشوا قضايا الساعة في المنطقة العربية من مختلف الزوايا.
فمن بين نحو 800 مشارك مابين أديب ومترجم وفيلسوف من سويسرا ومختلف بلدان العالم، كان للكتاب الحرب حضورا مميزا وسفراء للثقافة والحضارة العربية في هذه التظارة الثقافية الهامة . ومن الكتّاب العرب الذين يحضرون معرض جنيف ه الروائيان الجزائريان واسيني الأعرج وأحلام مستغانمي اللذان جمعتهما محاضرة حول «الكتاب العرب في مواجهة تحديات الراهن»، فضلاً عن محاضرة «حرية الكتابة في البلدان العربية في ظل المعوقات المختلفة» التي شارك فيها أيضاً الروائي المصري جمال الغيطاني. وشارك الأعرج ومستغانمي كذلك في ندوة أخرى عنوانها «أصوات نسائية حاملات العصرنة ـ تطلعات المرأة الروائية في البلدان العربية ونضالها في سبيل العصرنة والمساواة» وذلك بمشاركة الروائية السورية سمر يزبك.من ناحية أخرى، شارك الأنتروبولوجي والكاتب المتخصص في الدراسات الإسلامية وحوار الأديان مالك شبل في ندوة عنوانها «عصرنة الإسلام كما يراها مالك شبل».
ويعرف هذا المثقف المقيم في فرنسا منذ أكثر من عشرين عاماً في الأوساط الفكرية الغربية بأنه من الداعين إلى عصرنة الإسلام وضرورة انفتاحه على قيم الحضارة الغربية، ومن مؤلفاته «الإسلام والعقل: معركة الأفكار» 2006 . كما شارك الروائي والصحافي كما داود في ندويتي «الحياة الأدبية في أفريقيا» التي تطرقت إلى مختلف فضاءات الحياة الأدبية الأفريقية مثل جمعيات الكتاب والحصص الأدبية. ومن الأسماء العربية البارزة أيضاً في هذه التظاهرة الأدبية الروائي والكاتب السوري فاروق مردم باي والروائي المغربي الطاهر بن جلوان والروائي والكاتب التونسي المقيم في فرنسا عبد الوهاب المدّب والفيلسوف السنغالي سليمان بشير ديان وآخرون.
إرسال تعليق