رواية ......... الغُرفة ( 308) !
الفصل الأول :
" المشهد الثاني " (2)
صابر : تخور قواه ، تدور به الأرض ويمر شريط أحداث أمام عينه في لحظات كأنهُ قطار ثم يُحدق بعيناه لها ويردد ماذا قلتِ .
زينب : توفي اليوم صباحًا
صابر : للوهلة الأولى لم يستطع أن يصدق ما ضرب أُذُناه من صوت يحمل براكين ألم ، فجأة يعود بذاكرته إلى الليلة المنصرمة ، عندما قرر بعد أن دقت الساعة الثانية عشر مساءً ولم يعود أخوه الكبير : أسامه وأخته التي تكبره بعام واحد / منى وأمه معهم ، لم يتواجد بالشقة غيره وأخوتُه الثلاث غير المذكورين سالفًا هُم مجموعهم ستة ، ثلاث بنات وثلاث أولاد ، هم يقفل باب الشقة بإحكام ويؤكد بسحب ترباس في أسفله ، وظل يجوب بالشقة ثمة خطب يؤرقه ، كانت ملابسة معلقة أمامه جاكت أبيض ذو ماركة عالمية وقميص أسود غالي الثمن وبنطال أسود ، وفجأة يدور بخاطره هاجس يقرر أن يترك الجاكت الأبيض وحيدًا ربما ليس يومه وقرر أن يرتدي ما يُحاكي الحدث ، كان قلبه يشعر بثمة خطب آت ، لم يستطع النوم تلك الليلة ومرت الساعات ثقيلة كأنها هموم عائل أسرة ، توقظه من هواجسه دقات الساعة لقد دقت السابعة صباحًا فقام يلقي بنظرة على أخوتُه الثلاث ثم ارتدى ملابسه وذهب متجهاً إلى موقف الباصات الذي لا يبتعد كثيراً عن منزل العائلة ويركب إحداها متجهًا إلى المشفي المنوم به والده كان في حي المهندسين أمام مسجد كبير بناه أحد العلماء المعروفين داخل الباص كان حديث النفس مجرد دقائق تفصل بينه وبين الفاجعة ولكن الله لم ينسى أحدًا من عبادة أهلهُ بالتفكير فيما قد يكون عين حق بعد بضع دقائق وأخذ يتخيل المشهد ويتمم سرًا الحمد لله على كل شيء ، كان غياب أمه واثنان من أخوتُه هو مؤشر للحدث ، يفيق على صوت الفرامل هو الآن على بُعد ثوان من جُرح كبير.
يلتفت صابر تاركًا دمعة تفر من عين زينب التي تعاطفت مع فاجعته بعد أن أخبرته بأن والدته وأخوتُه قد ذهبوا لاستكمال إجراءات الدفن ، كانت خطواته ثقيلة وكأن قدماه تجر أطنان من أكياس الرمال متجهًا إلى الخارج وعند الاقتراب من أخر السُلم لم يقوى على النهاية وجلس ........ ؟
( يُتبع ) ألقاكم في المشهد الثالث غداً إن شاء رب العالمين .
بقلم الأديب / أشرف صالح !!!
إرسال تعليق