اغراق نصل فى وصل.. بقلم نادية النادى :

فى الحديث كثير من العبر لمن لا يعتبر ، قف تأمل ما بدور فى حوارات من حولك ، فى الأعلام كمثال ، تجد فى وصل الكلام نصل السهم الغارق فى السم ، وأنت لاتدرى ما وراء العبارات والكلمات ، فالحديث موصول بين الأطراف والكل مهموم بالدفاع ، ولا يعلم أن سم الكلام يدب فى أطراف الحديث.

ويمتد الحديث بنصله إلى مستمعيه ومشاهديه، غافلى معانيه وقوافيه ، ويأخذ من أطرلف الحديث من لا يعى محتواه ويروج بجهله لأشياء بعيدة عن حقيقة الأمر ، وتنتقل نصال الكلام المتكاثرة لتسمم الأفكار وتبلبلها .

ويتكاثر الكلام كما السرطان فى الجسد المهلهل ، وينتقل بين العامة بلا وعى لتأتى الفتنة فى كل شيئ ، تلهب النيران وتأكل الأخضر واليابس ،فلا فرق بين سم وعسل إنغمس فى وعاء ماؤه يتشبع بكل آت .

والحكمة تقول مهما تقول سدت عنها الآذان . فالسم قد جرى فى الأبدان ولا مجيب ، لتصبح الحياة كما الثوب المقلوب ، خبئت ألوانه الجميلة لتراها فى صورة باهتة ، ويخيل إليك أنك ترى غشاوة على عينيك ، وأنت لا تدرى أن الجمال حقيقته مقلوبة بفعل فاعل .

وبكارة الأشياء الجميلة إغتصبت بفعل شيطانى ، غدره كامن فى نعومه حديثه ، مستغلا طيبة من حوله ، فليحذر من يتكلم ومن يدافع امام من يهاجم ، وليتوقع أن السم فى نصل الحيث متصل ، وليسكت عن الرد إن أمكن يؤثر بها السلامة من القول.

نادية النادى