Home » » ميكروبات مشاركة لا مغالبة!!

ميكروبات مشاركة لا مغالبة!!

رئيس التحرير : Unknown on الجمعة، 2 مايو 2014 | 6:05 ص



تحتوي التربة الخصبة على أعداد ضخمة من الكائنات الحيَّة الدقيقة، تكون في تغيير مستمر، بينها العديد من صور التعاون والتضاد.

منها:
الأكتينوميسيتات (Actinomycetes)، وهي ميكروباتٌ خيطية، تَلِي البكتيريا في أعدادها، تستطيع استخدام العديد من المواد كمصدر للكربون (c) والطاقة، المواد البسيطة والمركبات شديدة التعقيد، تستطيع تحليل الكثير من المواد الغريبة التي تصل للتربة كمبيدات، برغم أنها أبطأ في نموِّها من البكتيريا والفطريات، فلا تنمو ولا تَنشَط إلا بعد قيامِ البكتيريا والفطريات بتحليل المادَّة العضوية السهلة في التربة، فإذا توفَّرت الظروف الملائمة للنشاط الميكروبي، ووجود المكونات العضوية سهلة التحلل؛ تنافست ميكروبات التربة عليها.

لكن مجموعة الأكتينوميسيتات لا تتنافس مع غيرها من الميكروبات؛ لبطء نموِّها، وتبدأ أعدادها في الزيادة والسيادة مع نقص المواد السهلة التحلل من المادة العضوية المضافة، وتستفيد من قدرتها على تحليل المواد المعقدة، فتحوِّل البقايا النباتية والحيوانية إلى صورة سهلة صالحة للتربة، وإحداث تحويلات في المواد العضوية المضافة للتربة مكونة الدبال (Humus)، والسماد العضوي، وبعضها يسبِّب أمراضًا نباتية؛ مثل مرض الجرب العادي في البطاطس، وعُرِف عن بعضها أنها ذات قدرة كبيرة على إنتاج مضادات حيوية (Antibiotics) تعالِج الكثير من الأمراض، وعمل التوازن الميكروبي في التربة.

لها هيفات تجمع بها حبيبات التربة؛ فتزيد خصوبة التربة عن طريق تحسين تهويتها، وتفرز مركبًا يسمَّى جيوسمين (Geosmin) يعطي للتربة رائحةً خاصة مميزة، وبعض أجناسها تستطيع تكوين عُقَد جذرية على النباتات غير البُقُولية، لها القدرة على تثبيت النيتروجين الجوي في التربة، ورفع خصوبتها، وتغذية النبات.

بقلم
محمود سلامة الهايشة
كاتب وباحث وأديب مصري
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق