احتار الأستاذ مجامل في اختيار الأساليِب المثلى لإرضاء
الناس، فقد لاحظ أنه كلما جامل أحَدَ الأصدقاء، انعكست المجاملة عليه
بالسلبِ والسُخط.
تقدم صديقه البخيل لخطبة قريبة له،
فسأل والد العروس الأستاذ مجامل عن مدى كرم العريس، فأجابه الأستاذ مجامل
على الفور: "إنه أبو الكرم". وقد تسببت هذه المجاملة الغير صحيحة في
متاعب عديدة له، ولكنه لم يتعلم.
تقدمَ أحَدُ
المراوغين من معارف الأستاذ مجامل بطلب قرض من أحد البنوك، وعندما
طلبوا منه شهادة ضمان من ضامن واثنين من الشهود، رفض الجميع ولم
يوقع عليها إلا الأستاذ مجامل، فوقع في حيص بيص.
كان
يعرف أن إحدى الساكنات بالعمارة المجاورة سليطة اللسان، ورغم ذلك
عندما تقدم لها عريس رفع رأسها أمام الجميع قائلا بثقة عجيبة: "إنها ربة
الصون والعفاف"، فتزوجها العريس بناء على توصية مجامل المنافقة، ودفع
كلاهما الثمن غاليا.
اتفقت معه زوجته ألا تركب امرأة
أخرى سيارته، ووافق، ولكن بعد انتهاء إحدى الاحتفاليات، نظر الأستاذ مجامل
فوجد ثلاث زميلات واقفات حائرات، فما كان منه إلا أن دعاهن فاستجبن، لكن
لسوء حظه، سقط بروش إحداهن بالسيارة، وفي اليوم التالي وجدته الزوجة
وسألته: بروش من هذا؟!! وبالطبع لم يعرف صاحبته، فسألته: أركبت امرأة
السيارة بالأمس؟!! قال: بل ثلاث فاتنات، وهنا غضبت الزوجة، ووقع صديقنا مرة
أخرى في حيص بيص.
أراد أن يجامل زوجة صديقه عندما أبدت
إعجابها في شيىء يخصه، فقال لها أمام زوجها: "أنت حبيبة"، فاتصلت به في
اليوم الثاني قائلة: ألم تجد غير هذه العبارة التي طيرت النوم من عين
صديقك، وبالفعل لاحظ الأستاذ أنه يكررها كثيرا، ولم يتعلم أيضا.
ولكن
الطامة الكبرى لأستاذنا العزيز، حدثت بقاعة الأفراح يوم حفل زفاف ابن
أخيه، حيث كانت القاعة مليئة تقريبا بكل العائلة، وقد جلست زوجة أستاذنا
مندهشة وهي تشاهد منظرا لم تتوقعه في حياتها، حيث شاهدت طابورا من السيدات
والبنات وهن يتوجهن إلى السيد مجامل بالأحضان والقبلات وعبارات الحب
والتهنئة والذكريات وهن يلححن على ضرورة الزيارات المتبادلة وإحياء الأيام
الخوالي، وعندما أفلت منهن ووجد الدهشة والغيظ يملآن عيني زوجته، قال لها:
إنها صلة الرحم، قالت: أعرف لكنني ألاحظ أنها صلة رحم نسائية!!!!
ماهر عبد الواحد
إرسال تعليق