كتب - محمود سلامة محمود الهايشة
لاث جنسيات عراقية – فلسطينية – سورية تحمل ميراث ثقيل من الحنين لوطن مُدمر ومُستلب وهو ما فرضه الواقع العربي الأمني والسياسي المعاصر، وطن تحول لأرض محروقة لم تعد تصلح للحياة. تحيا شخصيات هذه الجنسيات الثلاث في سويسرا حيث اضطررت للهجرة للغرب بحثاً عن الأمن وعن الكرامة ولكنها غربة صعبة لأنها غربة حديثة حيث يعلم كل شخص منهم بأنهم لن يستطيعوا العودة للوطن وتتحول سويسرا إلى وطن ٍ ومنفى.
الجزء الأول من الرواية يحلل هذه المشاعر المضطرمة والمتضاربة بين ثقافة يحملونها من الشرق وبين ثقافة غربية مفروضة عليهم. ثم في الجزء الثاني تبدأ خيوط جديدة تتشابك مع المجتمع السويسري وتتداخل الشخصيات العربية مع الشخصيات السويسرية عبر الأحداث والحوارات لتبدأ علاقة جديدة تتطور يتم بنائها على أساس إنساني محض يتم خلالها تجاوز الفروقات العرقية والدينية والنفسية . ويتم إظهار سمات مميزة للمجتمع السويسرى بأخلاقياته العالية وأدبه الجم حتى ولو لم يحب الحضور الأجنبي ببلده ، ويتضح لشخصيات الراوية بأن الرابط الإنساني هو الأقوى وانه يتجاوز الحدود الجغرافية والاختلافات الفردية.
وفي الجزء الثالث من الرواية تدرك الشخصيات العربية في الرواية بأنها لأجل أن تستمر في الحياة لابد أن تتوقف عن الحياة في ماضٍ قد لا يعود وأن تبدأ طريقها في إيجاد جذور لها بهذه الأرض الغريبة؛ وأن تحيا هذه الغربة الحديثة بأن تجد عوامل حياة مشتركة مع هذا المجتمع الغربي الذي يرفض التقوقع على الذات. لا تتخلى شخصيات الرواية عن جذورها ولكنها لكي تبقى على قيد الوجود لابد أن تزرع جذور جديدة في الأرض الغريبة وان تنتمي لهذا المجتمع الذي منحها الأمن والحق بالكرامة وأن تتوقف عن التعامل مع ذاتها بأنها غريبة ومضطهدة بل منتمية ويمكنها إثبات ذاتها والاستفادة من مجتمع متطور يقدم كل إمكانياته حتى للغريب الآتي من أماكن مجهولة لأنه مجتمع تم تأسيسه على احترام قيمة الإنسان قبل أي اعتبار آخر.
فقرة من الرواية:" أريد أن أحيا بنبض الشعور فقط لا بجدلية المنطق، لذا أختار الحب ليكون وطناً لي، فتتلاحم به دمشق مع جنيف، وأرى أننا لسنا سوى بشر نحلم ونتأمل ونتألم، نبتعد ونقترب ، أرى أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، لذا سأبقى دائماً على حدود الحب ولا أغادره لأي غربة أخرى".
• علماً أن جميع نسخ هذه الرواية قد تم بيعها خلال أول أسبوع في معرض الكتاب في القاهرة وتم إصدار طبعة ثانية لها.
# من هي الكاتبة سناء أبو شرار؟:
• كاتبة وروائية من مواليد الخليل- فلسطين ، ومقيمة في عمان- الأردن.
• تعمل بالمحاماة ، ليسانس حقوق جامعة دمشق ، ماجستير في العلوم القانونية جامعة مونبليه- فرنسا
• عضوة في نقابة المحامين الأردنيين
• عضوة في نقابة المحامين الفلسطينيين
• عضوة في اتحاد كتاب فلسطين
• عضوة في رابطة الكتاب الأردنيين
• عضوة في نادي القصة في القاهرة
• تم مناقشة أعمالها في العديد من الندوات الأدبية والثقافية بالقاهرة وعمان.
• صدر لها حتى الآن:
1- اللاعودة : قصص ، 1993.
2- جداول دماء وخيوط فجر : قصص ، 2004.
3- أنين مدينة : رواية ، 2005.
4- رائحة الميرامية : رواية ، 2005.
5- غيوم رمادية مبعثرة : رواية ، 2005.
6- رواية في انتظار النور ، دار الهلال المصرية، 2008.
7- أساور مهشمة : رواية . شمس للنشر والإعلام ، القاهرة 2009.
8- رواية لأني أشتاقُ إليك، دار الهلال المصرية، 2010.
9- رحلة ذات لرجل شرقي : رواية . شمس للنشر والإعلام ، القاهرة 2011.
10- مدينة في الروح ، دار الهلال المصرية، 2011.
11- حالة روح لامرأة ما بعد الخمسين، دار الهلال المصرية، 2012.
12- رسائل الصمت من أمريكا 2012 دار الهلال المصرية.
13- كتاب " حين يتحول الوجود إلى ورقة وقلم" 2013 دار الهلال المصرية.
14- كتاب: " أنا طفل " 2013 دار الهلال المصرية.
15- كتاب: " لست وحيداً" 2013 دار الهلال المصرية.
16- رواية سويسرا...الوطن والمنفى 2014 دار الهلال المصرية
إرسال تعليق