Home » » د. اسماعيل حامد يكتب: الطب .. والأدب.. والواقع ..؟!

د. اسماعيل حامد يكتب: الطب .. والأدب.. والواقع ..؟!

رئيس التحرير : Unknown on الخميس، 17 يناير 2013 | 5:46 ص




الحياة قصيرة, قصيرة جدا, ربما كانت أقل ما نملك.

توفى لى زميلان من الدراسة فى أقل من شهر, كنا نجلس سويا فى أروقة الكلية لا يشغل بالنا شئ غير الضحكة والفكاهة, كنا نتطلع لمستقبل يخلو من المفاجأت, ربما كنا نظن أن المفاجأت جميعها مبهجة تدخل السرور على قلوبنا فى لحظات تملاها السعادة والرضا.

الواقع مر, ربما كان أمر من "العلقم" الذى لا أعرف ما هو, تمر سنون عمرنا وتنسحب من تحت أقدامنا على بساط الأيام الذى يقودها الى بساط الشهور الأوسع لتكون سنوات من الحيرة والقلق والخوف والترقب.

ربما لا يملك احدنا الشجاعة ليجلس جلسة مصارحة مع نفسه يحاسبها بالورقة والقلم, هل هو راض عن حاله؟!! هل هو مقصر؟!! هل كان لابد عليه أن يفعل؟!!

يقولون أن النسيان نعمة, ربما.. ولكن هل تدوم تلك النعمة أم أن منغصات الماضى تهاجمنا بين الفينة والأخرى لتقص علينا من الأغبار ما لا نطيق تذكره.

عندما يأتى الأنسان لعمر الثلاثين ينظر الى نفسه فى المراة.. ويقول متحصرا مرت طفولتى ومراهقتى, أنا اليوم شاب فى مرحلة الرجولة, ترى ماذا فعلت وماذا قدمت؟!!

ثم يأتى الى سن الأربعين ويقول هاأنا قد قضيت شبابى الذى أوصلتى الى مرحلة الكهولة, ويرى شعيرات بيضاء قد ضربت مقدمة رأسه وجوانبها وكأنها ترسى متاريس الحرب التى سيخسرها حتما لمصلحة العمر لأنا معركة غير متكافئة بالمرة.

أوجاعى هى الطب والأدب والواقع..

درست فى كلية الطب فترة ليست بالقصيرة من العمر القصير فعلا, تطلعت لأن أكون من أشهر الأطباء وأمهرهم لأننى فعلا أحب تلك المهنة السامية التى أراها تهتز قيمة وعلما فى هذه الأيام, اتطلع لمستقبل طبيب يليق بشرف تلك المهمة والرسالة التى تحمل فى طياتها اسمى معانى الرحمة والتضحية وخدمة الناس.

موهبتى الادبية تلح على فى كل وقت أن استثمرها, قراءة نهمة تعودت عليها منذ الصغر وتطلعات فى مختلف الأصدارات الادبية والفكرية أدت بى لأن أدخل فى اللعبة, اللعبة التى اعتبرها من أشقى الألعاب فقط لان قلمك هو المسيطر فيها تخط به ما يحسب عليك لا لك, والسؤال الذى يفسد علي راحة بالى دائما هو ما دور المثقف المصرى والعربى تجاه قضايا بلاده؟!! سؤال يحتاج الى تفكير أعمق من الاجابة نفسها.

أما الواقع, فهو الكيان الذى أحلم بكسره وتغييره بواقع أصنعه بيدى بعملى العلمى والأدبى, ففكرة الاستسلام له مقيتة تجعلنى أشعر أننى لا املك ارادة أو عزيمة, ربما تستطيع تغيير واقعك, ربما.. ولكن الأصعب هو ثبات التغيير الذى انشده ما استطعت.

ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

د. اسماعيل حامد يكتب: الطب .. والأدب.. والواقع ..؟!


إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق