أكد د. محمد صابر عرب وزير الثقافة، أن الدولة المصرية الجديدة القادمة لابد وأن تعني وتعلي من شأن الثقافة، لتكون البنية الأساسية للدولة القادمة قائمة على الثقافة.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير الثقافة، ود.بطرس بطرس غالى الأمين العام للأمم المتحدة سابقا، فى الندوة التي أقامتها مكتبة مصر العامة بالجيزة، بحضور السفير عبد الرؤوف الريدي رئيس مجلس إدارة مكتبات مصر العامة بعنوان " الدبلوماسية والثقافة "، بالإضافة لحضور العديد من السفراء الحاليين والسابقين والكتاب منهم السفير محمد شاكر، محمد الشاذلي، مروان بدر، سيد شلبي، مجدي حفني، رءوف سعد، فخري عثمان، وهيب المنياوي إلى جانب منى مكرم عبيد، عباس الطرابيلي.
وشدد وزير الثقافة، على أهمية التعليم منذ البداية كما أكده د. طه حسين فى كتابه " مستقبل الثقافة في مصر" كان الكتاب كله يتحدث عن التعليم وليس عن الثقافة من برامج ورؤى، فإذ لم تعتني الدولة المصرية الجديدة بالثقافة والتعليم فلا نستطيع أن ننمى الدولة المصرية، قائلا بأن مشاكلنا كثيرة ولكن أخطرها مشكلة الانفجار السكاني كما أشار إليها د.بطرس غالى فى كلمته، فنحن نعيش فى دولة إمكانياتها ليست غنية فى الاقتصاد ولكن غنية فى تراثها الحضاري، مشيرا بأنه لا يوجد فى برنامج المرشحين للرئاسة كيفية مواجهة الانفجار السكاني أو شكل الدولة المصرية فى عام 2030 ، 2040، فنحن لن نستطيع أن نلاحق خدمات الانفجار السكاني.
وأشار بطرس غالي إلى أننا نمر بمرحلة تاريخية صعبة تحتاج لمزيد من الجهود لنستطيع تصحيح صورة مصر بالخارج، فصورة مصر حتى الآن بالخارج غير مرضية مع وجود نوع من الهجوم المستمر من قبل الصحافة الأوروبية فى الأوساط الألمانية والإيطالية والإنجليزية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، فنحن نحتاج الاهتمام بالخارج على نفس القدر بالاهتمام بالداخل، فهذه هى مهمة الدبلوماسي.
وأكد غالي، على أن المشاكل الوطنية في المستقبل ستعالج على المستوي الدولي مثل الإرهاب وحتى المواصلات وغيرها، مؤكدا أنه ليس من العيب أن نلجأ الي خبراء أجانب وخصوصا في مجال الإعلام.
وأشار غالي إلى أن على الدبلوماسي أن يهتم بالثقافة وخصوصا ثقافة الدولة الموفد إليها وتاريخها ولغاتها وتاريخ قيادتها السياسية، مشيرا إلى ضعف تعلم اللغات، مضيفا أن السلطة والثقافة انتقلوا من البحر المتوسط الي بحر الهند، فالسياسة الخارجية غير مرتبطة بالقوة ضاربا بذلك أمثالا دبلوماسية وسياسية لدول صغيرة ولكنها تمتلك سلطة القرار الدولي.
وطالب غالي بالاهتمام بإفريقيا من خلال تبادل الزيارات والمشاركة في الأعياد الوطنية وخصوصا لدول حوض النيل، فعدم الاهتمام بأفريقيا جعل السودان تنقسم دون الإشارة في أي صحيفة عن مخاطر هذا الانقسام.
وأكد أن مشكلة المياه ومشكلة سد النهضة ليست هي الخطورة الحالية القائمة بل الخطورة قادمة، فدول حوض النيل تعتمد علي مياة الأمطار وتتجه الآن الي بناء السدود علي النيل بعد الانفجار السكاني بها للزراعة بدلا من مرة واحدة في العام الي ثلاث أو أربع مرات لسد النقص في الغذاء لسكان دول حوض النيل، مؤكدا أن مشكلة سد النهضة لابد وأن تنتهي بالتفاوض وليس بالعمل العسكري كذلك بالتبادل التجاري والثقافي أيضا.
من جانبه قال السفير عبد الرؤوف الريدي، إن بطرس غالي أول من حذر العالم من حروب المياه، مضيفا أن بطرس غالي لم يبخل بالعمل من أجل مصر وعند بطرس غالي العمل والحياة صنوان، واقترح الريدى عمل دراسة لأهم القضايا الوطنية التى ستعالج على المستوى الدولي من خلال لجنة العلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة التى أحد أعمدتها د. سعيد شلبي.
إرسال تعليق