تصاعدت لهجة الصراع بين الاخوان المسلمين في ليبيا ورئيس الوزراء علي زيدان بعد أن هاجمت الجماعة الممثلة في الحكومة بخمس حقائب زيدان الذي اختطف من قبل افراد ميليشات وافرج عنه بعد ساعات.
وقال محمد صوان زعيم الإخوان المسلمين في ليبيا ان “رئيس الوزراء قد سقط، ويجب استبداله”.
واضاف “البرلمان الليبي يبحث بجدية عن بديل لعلي زيدان”، الذي اختطف من غرفته بالفندق الخميس.
وكان زيدان قد وصف اختطافه بمحاولة للانقلاب وحذر من ان بعض الميليشيات المسلحة في ليبيا تريد تحويل البلاد الى “افغانستان” او “صومال” اخرى. واضاف زيدان “جاءت مئة مركبة محملة باسلحة ثقيلة ومتوسطة... هذا انقلاب على الشرعية”.
الا ان زعيم الاخوان المسلمين اكد ان سوء ادارة زيدان للحكومة تسببت بالاختطاف وتسببت بالتصرفات غير المسؤولة من قبل بعض الافراد وخاصة غرفة ثوار ليبيا، داعياً زيدان الى تسمية مختطفيه.
ويرى البعض ان جذور الخلاف بين الاخوان ورئيس الوزراء تعود الى زيارته الى مصر ولقائه الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور بعيد عزل الجيش للرئيس الاخواني محمد مرسي، اضافة الى اعتقاد “الاخوان” بوجود موافقة ضمنية من جهة ما في حكومة زيدان على قيام الامريكيين بخطف أبو أنس الليبي ونقله إلى خارج ليبيا.
وقال صوان عن التصرف الامريكي “هذا خرق فاضح للسيادة الوطنية (..) تسبب في مشاكل كبيرة وتداعيات خطيرة”.
ويواجه علي زيدان ضغوطا متزايدة من قبل البرلمان منذ شهور، وتأتي اساسا من قبل الكتل الاسلامية وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين ومجموعات اخرى من السلفيين المتشددين، وهذه المعارضة انضم اليها مؤخراً المستقلون الذين كالوا الانتقادات لزيدان والحكومة بمزاعم فساد واهدار للمال العام فضلا عن تدهور الوضع الامني.
وسبق اختطاف زيدان قيام المليشيات بمحاصرة الوزارات الرئيسية في العاصمة طرابلس حيث اقتحموا الصيف الماضي مكتب رئيس الوزراء لاجبار البرلمان على تمرير قانون مثير للجدل يهدف الى تطهير البلاد من المسؤولين الذين خدموا تحت امرة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.
ويسلط اقرار البرلمان للقانون تحت تهديد السلاح الضوء على التحديات التي تواجه ليبيا التي تحاول الانتقال الى الديمقراطية.
وكان الاخوان المسلمون حلوا في المرتبة الثانية في اول انتخابات برلمانية تجرى في البلاد والتي فاز فيها تكتل غير اسلامي بقيادة محمود جبريل الذي ترأس الحكومة ابان فترة الحرب.
وقبل يوم واحد على اختطاف زيدان، وافق البرلمان على تشكيل لجنة لمناقشة ايجاد بديل لرئيس الوزراء زيدان او استدعائه للاستجواب.
ويرى صوان ان الحكومة ممثلة في رئيس الوزراء لم تسجل اي نجاح على الاطلاق.
وكانت جماعة الاخوان المسلمين الليبية لوحت بامكانية الانسحاب من حكومة زيدان الذي زار مصر مؤخراً والتقى برئيسها المؤقت عدلي منصور، وقد اعتبرتها الجماعة بمثابة “اعتراف بسلطات الانقلاب على الشرعية في مصر”.
واستقال نائب رئيس الوزراء الليبي عوض البرعصي من منصبه في اوت من حكومة زيدان معللاً سبب الاستقالة بأنه لا يستطيع العمل في ظل حكومة لا تؤدي مهامها بشكل طبيعي حيث لا توجد له سلطات.
ولحزب العدالة والبناء “الذراع السياسية لاخوان ليبيا” في حكومة زيدان المكونة من 24 حقيبة وزراية، خمس حقائب هي الغاز والنفط والاسكان والمرافق والشباب والرياضة والاقتصاد والكهرباء، اضافة الى منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات الذي استقال منه عوض البرعصي مطلع الشهر الماضي.
وحزب العدالة والبناء ثاني الكتل السياسية التي حصلت على اكبر عدد مقاعد في المؤتمر الوطني العام مع 17 مقعدا من اصل 80 خصصت للاحزاب في المؤتمر الذي منح 120 مقعدا للافراد المستقلين.
الأحداث
إرسال تعليق